Explore
Also Available in:

هل خلق الله على مدى مليارات السنين؟

ولماذا الأمر مهم؟

بقلم: و غاري بيتس
ترجمة: هنري أندراوس شاهين

10496-geologic-time-arabic

غالباً ما يتحدى الناس الخلقيين المؤمنين بالكتاب المُقدّس بعبارات على غرار "أنا أؤمن أنّ الله قد خلق، وأنا لا أؤمن بالتطوّر، لكن قد يكون إستغرق ذلك منه مليارات السنين، فما المُشكلة الكبيرة في عُمر الأرض؟ يدّعي البعض أنّ حتى الإصرار على ’6 أيام بالمعنى الحرفي و6000 سنة مضت‘ يُبعد الأشخاص عن الإيمان، "فلماذا التزمُّت؟ لماذا التأكيد وبهذه القوّة على شيء لا علاقة له بالخلاص؟"

قد يأتي ردّنا مفاجئا بأننا نتفق في هذا ولكن إلى حدٍ ما. الإطار الزمني في حد ذاته ليس المسألة الهامّة. فلماذا إذاً تؤكَّد عليه خدمات كريَيْشن العالمية؟ أنّه مهم لإن المسألة في نهاية المطاف تنتهي بالسؤال التالي "هل يعني الكتاب المُقدّس حقّاً ما يقولهُ بوضوح؟" لهذا الأمر يذهب إلى صُلب موضوع جدارة الثقة في الكتاب المُقدّس. على هذا النحو، فأنّ المُساومة على الحُقب الطويلة أيضاً يقوَّض بشدّة كامل رسالة الإنجيل، وبالتالي خلق أزمة إيمان للكثيرين وأيضاً مشاكل جمّة عند التبشير.

الآثار المُترتبة على الإطار الزمني للحُقب الطويلة

أولاً، نحتاج أن نفهم من أين جاء مفهوم قِدَم الأرض. ببساطة، فكرة الملايين أو المليارات من السنين لا يُمكن العثور عليها في الكتاب المُقدّس؛ لكنها مفهوم مُستنبط من خارج الكتاب المُقدّس. في عام 1830 أصدر المُحامي الأُسكتلندي جارلس لاييل كتابه مبادئ علم الجيولوجيا. وقد صرّح بأنّ إحدى أهدافه كان "تحرير علم [الجيولوجيا] من موسى."1 لقد بنى أفكاره على أفكار جيولوجي أخر وهو جيمس هاتون الذي أيّد تفسير رأي الوتيرة الواحدة لجيولوجيا الأرض. ناقش لاييل بأنّ آلاف الأقدام من الطبقات الرسوبية (التي وضعت بواسطة الماء أو سائل مُتحرك أخر) في جميع أنحاء الأرض كانت نتيجةً لعمليات طويلة وبطيئة وتدريجية على مدى ملايين أو مليارات من السنين (بدلاً من عمليات طوُفان نوح). كان يعتقد أنّه لا بدّ من إستخدام العمليات المرصودة في الوقت الحاضر لغرض تفسير تأريخ الأرض الجيولوجي. فحاليّاً لو رأينا أنهاراً تضع طبقة رسوبية بمعدّل، لنقل، 1 ملليمتر (0.04 من البوصة) في السنة، فلا بُدّ أن يأخذ من طبقة رسوبية صخرية مثل الصخر الرملي التي سُمكها 1000 متر (3300 قدم) حوالي مليون سنة للتشكيل. الإفتراض بأنّ ’الحاضر هو المفتاح للماضي‘ (وبدائله) هو حجر الزاوية للجيولوجيا المُعاصرة. أنّه ينطوي على رفض للقصّة الكتابية عن كارثة مائيّة عالميّة. أنّ الملايين من السنين المُخصصة للطبقات المُختلفة في ’العمود الجيولوجي‘ قد تمّ تبنّيها قبل وقت طويل من ظهور طُرق تحديد العُمر إشعاعيّاً وحتى قبل إكتشاف النشاط الإشعاعي.

الصورة بعدسة دانيال سمارت 10496-grand-canyon-layers

لكن هنا تكمُن المشكلة اللاهوتية. تلك الطبقات الصخرية لا تحتوي على صخور أو حُبيبات صخرية فحسب. أّنها تحتوي على الأُحفوريات. وهذه الأُحفوريات دليلٌ قاطع على الموت – وليس فقط على الموت بل أيضاً على أكل اللحوم والأمراض والمُعاناة. فهناك رُفات عليها علامات الأسنان، وأيضاً حيوانات أصبحت أُحفوريات أثناء أكلها لحيوانات أُخرى. هناك أدلّة على المرض وأنواع السرطان والعدوى؛ ومُعاناة عامّة بسبب الجروح والعظام المكسورة، الخ. من الناحية الكتابية، نُدرك أنّ هذه الأشياء بدأت في الحدوث فقط بعد حادثة سقوط آدم وحواء في الخطيئة. ولكن بسبب المواليد المُفصّلة في الكتاب المُقدّس فلا سبيل لآدم الكتاب المُقدّس أن يتواجد قبل بداية حدوث الموت والمُعاناة بملايين السنين، بحسب المقياس الزمني لفكرة الوتيرة الواحدة. أنّ الآثار المُترتبة على الإعتقاد بالحُقب الطويلة هي أنّ الله أمر بالموت قبل حادثة سقوط الإنسان في الخطيئة، لكن الكتاب المُقدّس يُصرِّح بوضوح بأنّ أفعال آدم هي التي جلبت الموت إلى العالم (رومية 5: 12).

إله الأرض القديمة

أنّ فكرة وجود الموت في الخليقة قبل حادث السقوط في الخطيئة لها آثار مُترتبة كبيرة على شخص الله. وتبرز نفس المشكلة إذا إعتقد المرء أنّ الله سخّر التطوُّر لعملية الخلق. التطوُّر عملية عشوائية ومُتلفة تحتاج إلى موت الملايين من الكائنات الحية ’غير مؤهّل‘، ونشوء أشكال حياة إنتقالية لا حصر لها فقط لتزول كخسائر في المسيرة الكبيرة ’الماضية قُدُماً‘. وفي وقتٍ ما يأمر هذا الإله المزعوم بأنّه صالح بيانصيب الموت الذي نتج منهُ آخراً الإنسان، وبعد ذلك ينظر الله إلى حَمَلَةْ شبهه وهم واقفين فوق طبقات وطبقات من الصخور المملوءة من رُفات الملايين من الأشياء الميتة، مُدعياً بأنّ كُل الخليقة – ومعها جميع أدلّة الموت والمُعاناة التي سببتها – على أنّها ’جيدة جداً‘ (تكوين 1: 31). لهذا نجد أنّ فكرة الحُقب الطويلة لا تصلح من وجهة نظر الكتاب المُقدّس، سواء إعتقد المرء أم لم يعتقد في التطوّر أيضاً

للإختصار، عمر الأرض مُستمد من الطبقات الصخرية التي تحتوي على الأُحفوريات، مما يضع الموت والمعاناة والمرض قبل حادث السقوط في الخطيئة. لكن الكتاب المُقدّس واضح أنّه لم يكن هناك موت قبل خلق آدم (رومية 5: 12).

إنجيل الأرض القديمة

10496-eden-on-bones-arabic
عند نهاية اليوم السادس أعلن الله خليقته التامّة بأنها "جيدة جداً". لو كان التطوُّر صحيحاً فهل سيقف آدم وحواء فوق مقبرة أحفورية من الموت والصراع على مر الملايين من السنين دعاها الله "جيدة جداً". يصف الكتاب المُقدّس الموت بالعدو الواجب إبطالهُ.

يُحاول بعض الخبراء المزعومين تجنُّب مشكلة الكلمات "جيدة جداً" بالقول أنّ حادث السقوط في الخطيئة تسبب فقط في موت الإنسان والمرض. لا يُمكن أن يكون هذا صحيحا. لشيء واحد، تُعَلِّم الآيات في (رومية 8: 19-22) صراحةً بأنّ لعنة الموت والمُعاناة التي تلت سقوط آدم في الخطيئة أثّرَت "على كل الخليقة"؛ أي على جميع العالم المادّي.

ولكن حتى لو وضعنا ذلك الأمر جانباً ومن أجل النقاش، هنالك مشكلة أُخرى، لإنّ لدينا الرُفات البشرية عُمرها ’مؤرّخ‘ بمئات الألاف من السنين. وهذا قبل أي تأريخ كتابي مُحتمل لآدم الذي يضعه في الفردوس قبل حوالي 6000 سنة مضت. العديد من المواقف المُساوِمة ترى هذه الرُفات على أنّها تعود لحيوانات لاإنسانية عديمة الأنفُس ’سبقت آدم‘. لكن هذه الهياكل العظمية تقع ضمن نطاق الاختلافات البشرية العادية. والنياندرتال، على سبيل المثال، يُظهرون علامات الفن والثقافة وحتى الدين. ومؤخراً، يُظهر تسلسل الحمض النووي الفعِّلي للنياندرتال أنّ العديد مِنّا يحمل جينات النياندرتال – بمعنى إننا من نفس النوع المخلوق. أن ندعوهم ’حيوانات لاإنسانية‘ يبدو إدّعاء مُختلق بالكامل لغرض إنقاذ مُعتقد الحقب الطويلة.

وبالإضافة إلى ذلك، تذكر الآية (رومية 5: 12) أن ".. بإنسان واحد دخلت الخطيّة إلى العالم، وبالخطيّة الموت، وهكذا إجتاز الموت إلى جميع النّاس إذ أخطأ الجميع". الآية لا تُعطي أي إشارة إلى أنّ السقوط في الخطيئة سبب موت الإنسان فقط. لتحريف معنى الآية وجعلها تقول بأنّ الموت كان مقصوراً على البشر يعني أنّ خطيئة آدم جلبت سقوطاً جزئيّاً في خليقة الله؛ ومع ذلك فالآيات (رومية 8: 19-20) تُخبرنا بأنّ الخليقة كلها تأن تحت ثقل الخطيئة وبأنها أُخضعت للبُطْل.والآيات في (تكوين 3: 17-19) تُخبرنا بأن الأرض نفسها لُعِنت بحيث أنتجت الشوك والحسك.2 لو حدث سقوط جزئي فقط فلماذا سيُهلك الله كل الخليقة ليأتي بأُخرى جديدة بدلاً من تجديد جزئي؟ وإذا كان باقي الخليقة ما زال ’جيد جداً‘ فلماذا لا يُجَدَّد البشر فقط؟لو حدث سقوط جزئي فقط فلماذا سيُهلك الله كل الخليقة ليأتي بأُخرى جديدة بدلاً من تجديد جزئي؟ إذا كان باقي الخليقة ما زال ’جيد جداً‘ فلماذا لا يُجَدَّد البشر فقط؟

الموت العدوّ الأخير

جزء أساسي في رسالة الإنجيل هو أنّ الموت هو العدو الأخير يتم إبطاله (1 كورنثوس 15: 26). دخل الموت عنوةً إلى عالم مثالي بسبب الخطيئة، وهو من الخطورة بحيث أن إنتصار يسوع على الموت لا يُمكن إن يُعلن تماماً بينما يوجد مؤمن واحد في القبر. هل يُتوقّع منّا أن نُصدِّق أنّ شيئاً وصفه كُتّاب الكتاب المُقدّس بالعدو يكون قد أُستُخْدِم من قبل الله أو أشرف عليه لملايين السنين وأُطلق عليه "جيد جداً

جزء رئيسي في رسالة الإنجيل يخص الأمل الذي فينا في القيامة وتجديد الخليقة إلى حالتها المثالية. الكتاب المُقدّس واضح بخصوص السماء الجديدة والأرض الجديدة مكاناً ليس فيه أكل اللحوم ولا موت ولا مُعاناة ولا خطيئة (إشعياء 65: 17-25؛ رؤيا 21: 1-5). لكن كيف يُمكن أن يُطلق على هذا تجديداً لو أنّ مثل هذه الحالة لم توجد أصلاً؟

قدّم كاهنٌ أنغليكاني نشوئي موجزاً جيداً عما يعنيه قبول فكرة الموت قبل حادثة السقوط في الخطيئة للاهوت المسيحي:

"…الأُحفوريات هي رُفات مخلوقات عاشت وماتت على مدى مليار من السنين قبل تطوُّر الإنسان العاقل. الموت قديم قِدَم الحياة نفسها جميعا عدا بجزء من الثانية. فهل يُمكن أن يكون الموت عقاب الله على الخطيئة؟ يُوضّح السجل الأُحفوري أنّ شكلاً من أشكال الشر قد وُجِدْ عبر الزمن. فعلى النطاق الواسع هذا واضح في حالات الكوارث الطبيعية…أمّا على المستوى الفردي فهناك أدلة كبيرة على الألم وأمراض مُعوِّقة ونشاط الطُفيليات. نرى أنّ الكائنات الحيّة عانت في الموت بسبب إلتهاب المفاصل أو الورم أو ببساطة لكونها أُكِلَت من قبل مخلوقات أُخر. مُنذ فجر التأريخ وُجِدِت إمكانية للحياة والموت، للخير وللشر دائماً. لم يكن هناك توَقُّف عند أيّة نقطة؛ لم يكن هناك أبدً وقت معين ظهر فيه الموت أو لحظة زمنية حينما غيّر الشر [كذا] طبيعة العالم. لقد خلق الله العالم على هذا الحال…مُستخدما ً التطوُّر كأداة للتغيير والتنوّع. يُحاول الناس أن يقولوا لنا أنّه كان لآدم علاقة مثالية مع الله إلى أن أخطأ، وكل ما نحتاج أن نفعله هو أن نتوب ونقبل المسيح لإعادة تلك العلاقة الأصلية. لكن لم يوجد مثل هذا الكمال أبداً. لم يوجد مثل هذا العالم أبداً. أنّ مُحاولة الرجوع إليه، في الواقع أو روحيّاً، لهو سراب. لكن لسوء الحظ ما زال الأمر مركزياً لكثير من الوعظ الإنجيلي."3

لذا، يُمكن للمرء أن يرى المُنحدر الزلق الذي يَتْبَعْ لو سمحنا لفكرة المليارات من السنين مع أو بدون التطوُّر، لإنها تضع الموت والمُعاناة قبل حادثة السقوط في الخطيئة. ونتيجتها المنطقية هي أنها تضع الشر قبل حادثة السقوط في الخطيئة (والتي لم تعد موجودة في رأيه [الكاهن الأنغليكاني النشوئي]، على هذا النحو، إذ لم توجد مكانة للسقوط منها). وبهذه العملية يُستبْعد الأمل في العودة إلى الحالة المثالية، حيث لا عودة إلى ما لم يكن أبداً. لقد تمّ إبطال بشارة الإنجيل السارّة نفسها في هذه العملية.

فما الذي جاء يسوع ليُخلصنا منه، إن لم يكن الموت والمُعاناة والألم والإنفصال عن الله؟ ماذا نفعل بنصوص مثل (عبرانيين 9: 22) التي تقول "…وكل شيء تقريباً يتطهّر حسب النّاموس بالدّم، وبدون سفك دمٍ لا تحصُل مغفرةً"، لو أنّ الموت وسفك الدم كانا يحدثا كعمليات ’طبيعية‘ لملايين السنين قبل آدم؟ لو كان الأمر كذلك يصبح موت المسيح عديم الأهميّة وغير قادر على دفع ثمن خطايانا. فما هو أملنا لو لم يكن في القيامة والسماء الجديدة والأرض الجديدة؟

لو كان الموت أمراً طبيعيّاَ فلماذا نندبهُ هكذا؟ لماذا لا نتقبّل الموت كجزء ’عادي‘ من الحياة؟ هذا الرأي يسلب بشارة الإنجيل قوّتها وفداء يسوع أهمّيتهُ. إتِّباع هذا الفكر إلى نهايته الطبيعية قاد العديد من الناس إلى ترك الإيمان المسيحي نهائيّاً.

التأثير على الكنيسة

أنّ تعليم التطوُّر الواسع النِّطاق له عواقب وخيمة على شبابنا، الذين يُغادرون الكنيسة أسراباً. المسيحيون ممن ’يبقى مُتعلّقاً‘ [بالكنيسة] ويقبل مليارات السنين كإطار زمني سيواجهون صعوبة أكبر في الدفاع عن إيمانهم، وهذا بالتالي يُؤثّر على نمو الكنيسة. أحد أكبر العقبات للإيمان هو السؤال: "لماذا يسمح إله صالح بكل هذا الموت والمُعاناة في العالم؟" وأمثال هؤلاء المؤمنين لا يستطيعون تفسير مصدر الموت والمُعاناة على نحوٍ كافٍ على أنّهما ردّةُ فعلٍ على خطيئة الإنسان.

وعلى العكس من ذلك فإنّ للمؤمنين الذين يمتلكون منظوراً كتابيّاً [الكتاب المُقدّس] لتأريخ العالم لديهم الأساس المنطقي لتعريف الناس بالله ممن ليس لهم معلومات عن الكتاب المُقدّس. وبالمناسبة، كان هذا بالتحديد المنهج الذي إستخدمه بولس عندما وعظ لجمهور مشابه من الأمم (أعمال 14: 15-17؛ 17: 23-31). في لسترة، إستخدم الخليقة كعامل تعريف أساسي يمُيّز الله عن مُجرّد بشر مثله ومثل برنابا. وفي أثينا عاد بالرواقيين وآخرون من فلاسفة اليوم إلى ’سفر التكوين‘ لوضع الأسس لتعريفهم بالإله الحقيقي على أمل أن يتوبوا من وثنيتهم العقيمة.

ماذا بخصوص الأفكار التالية؟

هل يُمكن أن تكون الأيام في سفر التكوين حُقب طويلة من الزمن؟

هل هناك فجوات زمنية بين الآيات تك 1: 1 و تك 1: 2؟

هل يُمكن الدفاع عن نظرية ’الفجوة المرنة‘؟

هل سفر التكوين سفرٌ شعري؟

هل اليوم السابع أزلي؟

أليس ’يوم كألف سنة‘ عند الله؟

ألا يستخدم سفر التكوين اليوم ’بالمعنى اللاحرفي‘ في الآية تك 2: 4؟

هل كانت هناك أيام بالمعنى الحرفي قبل وجود الشمس؟

هل يُمكن أن تكون أيام سفر التكوين ’أيام إعلان الوحي‘؟

أليست هناك واقعتين مُتناقضتين للخليقة؟

هل ’إعلان الوحي التدريجي‘ تعليم الكتاب المُقدّس؟

لو أنّ الإيمان بالكتاب المُقدّس المكتوب بهذا الوضوح يُقوّي قابليّة الشخص لتفسير بشارة الإنجيل، ولموقف المُساومة هذا التأثير المُدمِّر، فلماذا يُساوِم المرء؟

عملياً يجب على كُل قيادي ولاهوتي مسيحي، ممن يُحدِّد أسبابه في الإعتقاد بالحقب الطويلة بدلاً من الإطار الزمني الكتابي، أن يعترف بأنّ سفر التكوين -وعندما يُقرأ في معناه الظاهر في العبريّة والترجمات الإنجليزية أيضاً [واللغات الأخرى] – يُخبرنا عن خلق مباشر في ستة أيام عاديّة الطول. وهذا مدعوم بقوّة بالآيات في سفر الخروج (20: 11) التي هي جزء من الوصايا العشر والتي تُبيّن أنّ أيام الخليقة فُهِمَت على أنّها أيام عاديّة الطول وليس هناك بمكان لفكرة الملايين من السنين أو فجوات لإقحامها في النص. لكنهم ولسوء الحظ تقبّلوا العلم على نحوٍ ما كأنه أثبت فكرة الملايين من السنين، الأمر الذي هو في الواقع ليس حقيقيّاً.

مسيحيّة مُتضاربة؟

في الوقت الذي يُمكن للمرء أن يكون مسيحيّاً ويؤمن بأرضٍ قديمة في العُمر، فهذا يدلعلى إمّا أنّه لم يُفكّر مليّاً في العواقب أو أنّ الكتاب المُقدّس ليس السلطة النهائية لإيمان المرء. لو لم يكن سفر التكوين تأريخ حقيقي بالمعنى الحرفي فكيف للمرء أن يعرف أين تبدأ الحقيقة فعلاً في النص المُقدّس؟ ’العلوم‘ في هذا اليوم ’ تُثبِت ‘ أيضاً بأنّ البشر لا يقومون من الأموات.فلو تركنا الفرصة لذات العلوم أن تقول لنا بأنّ يسوع لم يقم من الأموات (الذي يتفق في عالم المُساومين) عندها تكون " باطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم" كما كتب الرسول بولس (1كورنثوس 15: 14).وضعُ ثقتنا في الفلسفات الوضعية للإنسان يُذكّرنا بالرجل الذي وصفه يسوع في إنجيل متى (7: 26) عندما قال: "وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يُشبّه برجلٍ جاهل بنى بيته على الرمل. وعلى العكس من ذلك، وفي الآيات (24-25) صرّح قائلاً: "فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أُشبهه برجلٍ عاقلٍ بنى بيته عل الصخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبّت الريّاح، ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسساً على الصخر."

ولإنّ يسوع بوضوحٍ آمن في سفر التكوين كسفر تأريخي وبالمعنى الحرفي، كذلك يجب أن نفعل.

References

  1. تشارلس لايل، رسالة شخصية إلى جورج بوليت سكروب، 14 حزيران 1830، أنظر الرابط Return to text. creation.com/Lyell.
  2. مما يُثير الاهتمام هو أن السجل الأُحفوري يحتوي على أشواك. إحدى التفسيرات التقليدية للسجل الأُحفوري (التي تُنكر حدوث الطوفان العالمي) تُحدد وجودها قبل الإنسان ’بمئات الملايين من السنين‘. أنظر كتاب علم الحفريات النباتية وتطور النباتات، (كامبريج، المملكة المتحدة، مطبعة جامعة كامبريج 1993)، الصفحات 172-176. Return to text.
  3. توم أمبروز، ’مجرد كومة من العظام القديمة‘، صحيفة الكنيسة الأنغليكانية، قسم الشؤون الراهنة، 21 أكتوبر 1994 Return to text.