Explore
Also Available in:

هل يجب عليَّ أن أكون مدافعاً عن الإيمان؟

بقلم:
قام بالترجمة: Jack Kazanjyan

apologist

إن كلَّ إنسان يمتلك روحاً سوف تبقى إلى الأبد، إما في حالة من الفرح في حياة أبدية في الفردوس أو في موتٍ أبدي مع العذاب والدينونة في الجحيم. يجب أن يوضِّح هذا الواقع أن الدفاعيات لا تقتصر فقط على الفوز في جدال فكريّ - أو حتى ما هو أسوأ من ذلك، مثل الخروج على وسائل التواصل الإجتماعي وترأس خلافات [وهو الأمر] الذي لا يرقى إلى مستوى جدال.

أوامر الكتاب المقدس [المتعلقة] بالدفاعيات

من الواضح أن الكتاب المقدس يأمر المسيحيّين بأن ”يجتهدوا من أجل الإيمان“ (يهوذا ٣) المُسلّم إلينا. إن هذا هو أمر إيجابي للقيام بالدفاعيات. ويقول لنا بطرس أيضاً: ”قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ،“ (بطرس الأولى ٣: ١٥). إن سياق هذه الآية يقول لنا بأنَّ بطرس كان يفكر في الحالة التي تكون فيها الحياة الاستثنائية للأشخاص الذين يتَّبعون المسيح بشكل جذري [نهائي] حافزاً للآخرين لكي يقوموا بسؤالهم عن إيمانهم.

في محيطنا المعاصر حيث يمكن لأي شخص أن يقوم برحلة عبر الإنترنت ليجد قوائم من مئات التناقضات المفترضة في الكتاب المقدس، من المهم للمسيحيّين أن يكونوا قادرين على تقديم إجابات على الأسئلة الأساسية التي قد يطرحها أي شخص من الأشخاص عن الإيمان. إن القدرة على الدفاع عن لاهوت الابن، وأُقنومِيَّة الروح القدس، والإجابة على الأنواع الشائعة من التناقضات المفترضة في الكتاب المقدس ليست بالأمور التي تفوق قدرة معظم المسيحيّين. يمكنك أن تأخذ الوقت [اللازم] لدراسة الوحي المقدس، كما أنه قد تمَّ بشكل فعلي إتمام العمل على جمع الإجابات بشكل مُجَمَّع وبطريقة يسهل فَهمها وإيصالها للآخرين من قبل عدد من الإرساليات (الخدمات الكنسية) مثل هذه [الإرسالية] ومثيلاتها من المصادر الممتازة.

الميل الإنجيلي للدفاعيات

قد يواجه المسيحي الذي تسلَّح حديثاً بإجابات نوعاً من الاغراء للخروج والبحث عن أحد الملحدين ليُغدِق عليه بالبراهين على دقة الكتاب المقدس. إن هذه طريقة نمطية للدخول في مشاجرة، لكن إن كنا بالفعل نريد للأشخاص أن يؤمنوا، فإنه يجب علينا أن نتعاطى معهم بشكل أعمق. كيف يجب علينا أن ننظر إلى غير المسيحيّين؟ يوجد فئتان أساسيتان لهم، وهما تتطلبان منهجان مختلفان.

أولاً- يوجد أولئك الذين يخدعون الآخرين من خلال التعاليم المزيفة. والواجب أن يتم مواجهة هؤلاء الأشخاص بشكل علني مع وضع هدفٍ أساسي يتمثل بمنعهم من إقناع الآخرين بإنجيل مزيّف. إلا أنَّ هذا لا يمنحنا الإذن لكي نكون مُبغِضِينَ [لهم]؛ يجب علينا أن نمتلك سلوكاً حكيماً يساعد على إقناع الحاضرين - وربما أيضاً يقنع المعلمين الكذبة أنفسهم - بالحقيقة.

ثانياً - يوجد أولئك الذين لا يمتلكون أيّ معلومات. ويجب أن يتمَّ التعامل معهم بنعمة وبهدف إقناعهم بالحقيقة. وهذا الأمر يصبح أسهل حين نتذكر أننا أنفسنا كُنا في ضَلالٍ إلى أن قام الآخرون بإيضاح الحقيقة لنا بكلّ أناة.

امتداد للمأمورية العظمى

نحتاج أيضاً إلى أن نقوم بوضع أولويات الإنجيل بعين الاعتبار. لا تقم بالدخول في جدال حول ”التعقيد غير القابل للاختزال“ أثناء الحديث مع أحد الأشخاص الذين يحتاجون للإستماع إلى الخلاص الذي في المسيح. تعامل مع اعتراضاتهم على الإيمان بوضوح وبسرعة، ثمَّ إنقل المحادثة باتجاه الإنجيل.

حين نلاحظ أن الدفاعيات ترتبط بشكل وثيق بالكرازة، فإن هذا سيُبقي أولوياتنا وأسلوبنا قيد المراجعة [والفحص]. إن كنا نريد بصدق أن نرى اهتداء غير المؤمنين [إلى الإيمان]، فإنه لا يمكننا إلا أن نُحبهم لأجل الإنجيل. إن كنا نصلي لأجل صديقٍ يؤمن بالتطور، فإنَّنا لن نميل إلى ”ضربه“ بأحدث الأدلة التي تؤيد الخلق، بل حين يكون الوقت مناسباً لمشاركة [ذلك الدليل]، فإننا سنفعل ذلك بلطف وحكمة.

هذا الأمر يتطلب الصبر، لأن تفكير الأشخاص غالباً لا يتغير بين ليلة وضحاها. إن التغيير يتطلب بناء علاقة مع غير المؤمنين واكتساب صداقتهم عبر الوقت.

الأساس الخَلقيّ للدفاعيات والكرازة بالإنجيل

يجب أن يكون الخلقيّين التوراتيّين أكثر المبشرين ثقة، لأنَّ لدينا الفهم الحقيقيّ لأصل مشكلة الخطيئة. أساسنا هو الكتاب المُقَدَّس، والذي نفهم أنَّه صحيح بشكل تامٍّ ابتداءً من أوَّل آياته وهذا يمنحنا أساساً متيناً عند التعامل مع جميع أنواع غير المسيحيّين، ابتداءً من الملحدين إلى معتنقي الديانات الأُخرى.

يجب أن نكون حذرين من أن ننقاد بحماسنا إلى أن نصبح متعصبين يريدون فقط أن يقوموا بضرب [وتهميش] أنصار التطور بالأدلة على الخلق. قد تكون هذه الطريقة مناسبة للفوز في مناظرة إلا أنها تُنفر الناس من الإنجيل. عوضاً عن ذلك، يجب علينا أن نكون مُقنعين وفاعلين في منهجيتنا، رافضين المساومة [والتنازلات] ولكن في الوقت عينه رافضين الأسلوب الخطابي الحادّ.